عملة مستقرة لديها طابع ثوري من سيكون الثائر؟

المصدر: Blockworks; الترجمة: ووجو، الاقتصاد الذهبي

في كتاب "مأزق المبتكرين"، قدم كلاي كريستنسن مفهوم الابتكار التخريبي - وهو منتج يبدو في البداية كنسخة رخيصة لكنه في النهاية يعيد كتابة قواعد الصناعة بأكملها.

تبدأ هذه المنتجات عادة في السوق المنخفضة أو الأسواق الجديدة، والتي تتجاهلها الشركات القائمة لأنها إما غير مربحة أو تبدو أنها تفتقر إلى الأهمية الاستراتيجية.

لكن هذه نقطة انطلاق جيدة: "التقنيات المدمرة تحظى بشعبية لدى أكثر شرائح السوق ربحية الأقل" كما أوضح كريستنسن.

هؤلاء العملاء عادة ما يتوقون إلى اعتماد منتج يكون أداؤه في البداية ضعيفًا من حيث المؤشرات التقليدية، ولكنه أرخص وأبسط وأسهل في الحصول عليه.

أشار كريستنسن إلى مثال تويوتا، حيث كانت أهداف البداية في السوق الأمريكية تستهدف تلك الفئات من العملاء التي تجاهلتها شركات السيارات الثلاث الكبرى في أمريكا، وهم العملاء الذين يركزون على الميزانية.

وفقًا لكريستنسن، تركز الشركات المصنعة للسيارات القديمة على السيارات الأكبر والأسرع والأكثر غنى بالميزات، مما «خلق فراغًا تحتها»، بينما قامت تويوتا بسد هذا الفراغ بسيارة الكورونا التي تأتي بحجم أصغر وسرعة أقل وميزات أقل. تم إطلاق هذه السيارة في عام 1965 بسعر 2000 دولار فقط.

اليوم، تويوتا هي ثاني أكبر شركة تصنيع سيارات في الولايات المتحدة، وتبدأ أسعار سيارة الدفع الرباعي الفاخرة ليكزس LX 600 من 115,850 دولار.

استفادت تويوتا من كورولا لدخول السوق الأمريكية، ثم ارتفعت تدريجياً في سلسلة القيمة، مما يؤكد وجهة نظر كريستنسن: أفضل طريقة للوصول إلى القمة هي البدء من القاع.

قد تسلك العملات المستقرة أيضًا طريقًا مشابهًا.

بدأت disruptor كريستنسن في السوق المتخصصة ، بينما بدأت العملات المستقرة في الأسواق الناشئة.

بالنسبة للمواطنين الأمريكيين الذين يمتلكون ودائع مصرفية، فإن العملات المستقرة في جوهرها هي دولار رديء - فهي ليست مؤمنة من قبل شركة التأمين على الودائع الفيدرالية (FDIC)، ولم يتم تدقيقها بشكل مناسب، وليست مدمجة في نظام ACH أو SWIFT، وعلى الرغم من الاسم، فإنها لا يمكن استبدالها دائمًا بدولار واحد.

ومع ذلك، بالنسبة للأشخاص خارج الولايات المتحدة، فهي دولار أكثر تقدمًا - على عكس ورقة المئة دولار، لا تحتاج إلى إخفائها، فهي لن تتقطع أو تتسخ، ولا تحتاج إلى تبادلها وجهًا لوجه.

لقد جعل ذلك من العملات المستقرة بالدولار شائعة جدًا في دول مثل الأرجنتين - حيث يُقال إن واحدًا من كل خمسة أرجنتينيين يستخدمونها يوميًا - على الرغم من أن القليل من الناس في الولايات المتحدة يعرفون ما هي.

بالطبع، ليست الأرجنتين المكان الوحيد الذي يستخدم فيه العملات المستقرة - فالعملات المستقرة تحظى بشعبية بين متداولي DeFi، والأشخاص الذين لا يمكن التحقق منهم عبر KYC، والمهاجرين الذين يرسلون الأموال إلى الوطن، وأرباب العمل الذين يدفعون أجور العاملين المستقلين عبر الحدود، والمدخرين الذين يهربون من التضخم المفرط في بلادهم.

تعتبر هذه العملات المستقرة كعملاء للبنوك الحالية، وأن الأرباح ليست كافية لجذبهم، وبالتالي في البداية، لم تكن العملات المستقرة مهمة مثل العملات الصادرة عن البنوك.

كان هناك وقت كان الناس يتوقون فيه إلى الدولار الرقمي لدرجة أنهم بدوا وكأنهم لا يهتمون حتى ما إذا كانت USDT من Tether مدعومة بالكامل.

منذ أن قدمت Circle بديلاً منظماً لـ USDT، يبدو أن Tether نفسها بدأت تتصرف وفقاً للقواعد، وقد تحسنت أوضاع بعض العملات المستقرة بشكل كبير بعد أن قدمت عائدات.

لكن هل هذه الابتكار فعلاً ثوري؟

تحتوي مختبرات كريستنسن على اختبار يتكون من ستة أجزاء لتحديد ما إذا كانت الابتكارات لها تأثيرات مدمرة:

هل عملائها المستهدفون غير المستهلكين، أم أولئك الذين يتم تقديم خدمات زائدة لهم من قبل المنتجات الحالية لموردي السوق؟

نعم - لا يحتاج متداولو DeFi والودائع في الأسواق الناشئة إلى ودائع البنوك الأمريكية المدعومة من FDIC (حساب مصرفي أمريكي كامل سيجعلهم "خاضعين لخدمة مفرطة")، لكنهم يريدون بالفعل دولارًا رقميًا.

هل هذا المنتج أقل من المنتجات الحالية للموردين الحاليين عند قياسه بناءً على الأداء التاريخي؟

نعم - لقد انحرفت العملات المستقرة عن سعر الصرف المرتبط بالدولار الأمريكي، وانخفضت إلى الصفر (Luna/UST)، وكانت تكاليف الدخول والخروج باهظة، وقد يتم تجميدها ولا يمكن استردادها.

هل هذه الابتكار أسهل في الاستخدام أو أكثر ملاءمة أو أكثر تكلفة مقارنة بالمنتجات الحالية لمزودي الخدمة الحاليين؟

نعم - إرسال العملات المستقرة أسهل من إرسال الودائع البنكية، وهو أكثر ملاءمة للكثيرين، وأيضًا أكثر توفيرًا للبعض.

هل تمتلك هذه المنتج عوامل دفع تكنولوجية يمكن أن تدفعه نحو السوق الراقية وتجعل منه في تحسن مستمر؟

نعم - سلسلة الكتل!

هل هذه التقنية مرتبطة بالابتكار في نماذج الأعمال التي تجعلها مستدامة؟

ربما؟ قد تكون Tether هي الشركة الأكثر ربحية في التاريخ من حيث الأرباح لكل موظف، ولكن إذا سمحت الجهات التنظيمية الأمريكية بدفع الفائدة على العملات المستقرة، فقد لا يؤدي إصدار العملات المستقرة إلى أي أرباح على الإطلاق.

هل لدى الموردين الحاليين دافع لتجاهل الابتكارات الجديدة، ولم يشعروا بأي تهديد منذ البداية؟

لا. يبدو أن الموردين الحاليين يتوخون الحذر من التهديدات ويدركون الفرص الموجودة فيها.

"تقريبًا دائمًا، عندما يحدث الاضطراب من الطرف المنخفض، يكون لدى قادة الصناعة في الواقع دافع للهروب بدلاً من المنافسة معك،" كتب كريستنسن. "هذا هو السبب في أن الاضطراب من الطرف المنخفض هو أداة مهمة جدًا لإنشاء أعمال نمو جديدة: المنافسون لا يريدون المنافسة معك؛ إنهم سيبتعدون."

قد تكون العملات المستقرة استثناء نادراً: لم يتخلّ الموردون الحاليون عن هذا الابتكار منخفض التكلفة، بل يبدو أنهم يتسابقون وراءه.

في الأسابيع القليلة الماضية، أعلنت عمالقة الدفع فيزا وماستركارد وStripe عن إطلاق عملات مستقرة جديدة؛ صندوق BUIDL من بلاك روك (الذي يبدو أنه عملة مستقرة ذات عائد) يجذب الأصول بسرعة؛ قال الرئيس التنفيذي لبنك أمريكا إنه بمجرد أن تسمح الهيئات التنظيمية، من المحتمل جداً أن يصدروا عملة مستقرة.

قد يكون ذلك لأن كبار التنفيذيين الماليين قد قرأوا كتاب "معضلة المبتكر".

قد يكون ذلك أيضًا بسبب سهولة إصدار العملات المستقرة.

عرف كريستنسن الابتكار التخريبي بأنه دافع الشركات - تستخدم الشركات الناشئة مواقع منخفضة المستوى للاحتلال في السوق السائدة قبل أن تأخذ الشركات القائمة الأمر على محمل الجد.

قد تكون العملات المستقرة كذلك: شبكة الدفع الخاصة بـ Circle قد تشبه لكزس بالنسبة لتويوتا.

لكن منافسي Circle ليسوا مملين وبطيئين مثل تويوتا، لذلك، على عكس نظرية كريستنسن، من الممكن تمامًا أن يتم استبعاد المبتكرين الأوائل للعملات المستقرة "من قبل السماء".

على أي حال، قد تكون النتيجة النهائية هي نفسها: توقعت تقرير حديث من سيتي أن يصل حجم أصول العملات المستقرة إلى 3.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، وذلك بفضل اعتماد المستثمرين المؤسسيين.