الضوء الصادر من الشاشة في الساعة الثالثة صباحًا يكون مؤذيًا جدًا، ودموع المبتدئين في عالم العملات الرقمية تكون ساخنة جدًا.

أراهن أنه إذا كنت قد تفاعلت مع الأصول المشفرة، فمن المؤكد أنك مررت بمثل هذا المشهد: عينيك ملتصقتان على مخطط الشموع ولا تستطيع التحرك، وتدخن واحدة تلو الأخرى، ويضرب قلبك بسرعة تتماشى تمامًا مع تقلبات الشموع. قبل لحظة كانت تضحك على نفسك "نسخة مثالية من الشراء عند القاع"، وفي اللحظة التالية يهبط السوق عليك فجأة، ويصبح حسابك أحمرًا كأنك تتنافس مع لافتات الربيع في السنة الجديدة. تضغط على الشاشة لوقف الخسارة، وفجأة يتعطل النظام، أو تتردد لثانية ونصف، وتجد نفسك عالقًا في منتصف الجبل. في تلك اللحظة تتمنى لو أنك صفعت نفسك مرتين: "لماذا لم أكن حاسمًا في اتخاذ القرار؟"

لا تظن أن هذا حالة استثنائية. هذه هي الدرس الإجباري الذي أراه في ثماني سنوات من الخبرة في المجال، والذي شاهدت فيه ثلاث مرات بنفسي، ورأيت الآخرين يمرون به آلاف المرات. وللأسف، لا أخجل من القول، لقد تعرضت للإفلاس ثلاث مرات في بداياتي. من الثقة الأولى التي كانت تقول "أنا أذكى من السوق، وأستطيع تحديد القمم والقيعان بدقة"، إلى أن تم سحقي على يد السوق، ودفعني ذلك إلى دفع رسوم تعليم كافية لشراء منزل في مدن من الدرجة الثالثة والرابعة.

على مر السنين، شاهدت العديد من المبتدئين يندفعون بأحلام الثراء السريع، ثم يخرجون محملين باليأس من خسائرهم. لكنني اكتشفت قاعدة مهمة: إنهم لا يخسرون بسبب الحظ، بل لأنهم يقعون في نفس الستة فخاخ. اليوم سأكشف لك عن الدروس الحقيقية التي تعلمتها على مر السنين، وكل واحدة منها كانت ثمنًا دفعته من أموالي، وإذا فهمتها، ستتمكن من تجنب مسارات ضائعة لمدة ثلاث سنوات.

الخطأ الأول: مشاعر FOMO = إعطاء السوق أموالاً طوعًا

هذه هي الخدعة التي يسهل على المبتدئين الوقوع فيها، ولا يوجد استثناء. عندما ترى في مجموعة واتساب صورًا لربح شخص ما، أو ترى إشعارات السوق التي تقول "ارتفاع مفاجئ بنسبة 50% في عملة معينة"، فإن دماغك يتفاعل بسرعة، ويظل لديك فكرة واحدة تتكرر في ذهنك — أسرع في الدخول قبل أن تفوتك الفرصة. هل تفكر بعقلانية؟ خطة تداول؟ إدارة مخاطر؟ كلها تتراجع إلى الخلف. عندما تسيطر عليك مشاعر "الخوف من الفوت"، تكون قد خسرت بالفعل. لأن السوق يحب أكثر من غيره هذا النوع من التسرع، والتداول بدون منطق. وغالبًا ما ينتهي الأمر بك إلى أن تشتري القمة، وتكون آخر من يشتري.

أنا بدأت هكذا أيضًا. عندما كانت العملات ترتفع، كنت أدخل بسرعة، دون أن أفكر في حجم رأسمالي، أو نقطة وقف الخسارة، أو هدف الربح. وفي النهاية، عندما انعكس السوق، أدركت أن القلق والطمع هما أكبر قاتلين لحسابك. لاحقًا، وضعت لنفسي قاعدة صارمة: قبل أن أبدأ في بناء مركز، يجب أن أحدد ثلاثة أرقام — كم يمكن أن أخسر، وما هو هدف الربح، وما هو الإطار الزمني. بدون هذه الأرقام الثلاثة، لن أتحرك.

هذه كانت الدرس الأول. وهذه الأخطاء الستة مترابطة، وتفسر تقريبًا لماذا يخسر معظم المبتدئين في عالم العملات الرقمية.