بدأ سوق الذهب جلسة الجمعة بحذر محسوب، حيث يتجمع المتداولون قرب مستوى 4,000 دولار للأونصة في انتظار إشارات اقتصادية حاسمة. يعكس السلوك السعري الحالي حالة توازن بين ضغوط البائعين والطلب الثابت من المشترين، خاصة مع تراجع ملحوظ في قوة الدولار الأمريكي بنحو 0.5% عن ذروته التي استمرت أربعة أشهر.
يحاول الذهب إعادة التموضع بعد أسبوع متقلب شهد ضغوطًا من أسعار الفائدة العالية وقوة العملة الخضراء. لكن مع بداية تراجع الدولار، عاد الاهتمام الخارجي للمعدن الأصفر، خاصة بين المستثمرين خارج الولايات المتحدة الذين يجدونه أكثر جاذبية اقتصادية الآن.
العوامل الاقتصادية الكبرى تعيد رسم السيناريو
ضعف متسارع في سوق العمل الأمريكي
تظهر أحدث البيانات المتاحة ملامح تباطؤ حقيقي في النشاط الوظيفي. شهد أكتوبر خسائر في التوظيف، خصوصًا في القطاعات الحكومية والتجزئة، بينما ارتفعت خطط التسريح لأكثر من 150 ألف وظيفة — وهي أعلى معدل منذ أكثر من عقلين. تشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع معدل البطالة نحو 4.36%، وهو مستوى لم يُرَ منذ سنوات.
هذا الضعف الوظيفي يغير معادلة السياسة النقدية بشكل جذري. فقد رفعت الأسواق توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر من 60% إلى حوالي 69%، مما يعكس تحولًا سريعًا نحو التيسير النقدي.
الإغلاق الحكومي يعمق حالة عدم اليقين
استمر الإغلاق الحكومي الأمريكي لمدة 37 يومًا حتى الآن، مما اضطر الأسواق للاعتماد بشكل شبه كامل على بيانات القطاع الخاص. أثر هذا الانقطاع فعليًا على النشاط الاقتصادي وقدرة صانعي القرار على فهم الوضع الحقيقي للاقتصاد. بدأت بعض القطاعات الحيوية — مثل الطيران المدني — تخفيض قدراتها التشغيلية.
ورغم أن التأثير المباشر لم يكن حادًا بعد، إلا أن استمرار الإغلاق يزيد من الطلب على أصول الملاذ الآمن، وفي مقدمتها الذهب.
الأسهم تحت الضغط والذهب يستعيد البريق
شهدت الأسواق العالمية موجة بيع منسقة يوم الجمعة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. المسبب الرئيسي هو إعادة التقييم — بعد ارتفاعات قوية خلال الأشهر الماضية، يرى المستثمرون أن التقييمات الحالية تتطلب بيئة نقدية أكثر مرونة وسط عدم يقين حول مسار خفض الفائدة.
انعكس هذا التوتر على أوروبا وآسيا أيضًا، حيث توسعت الخسائر في المؤشرات الرئيسية، خاصة في القطاعات الحساسة مثل العقارات والسلع الاستهلاكية.
في هذه البيئة، يجد الذهب دعمًا واضحًا. فهو أصل لا يُدِرّ عائدًا مباشرًا، لكنه يستفيد من توقعات خفض الفائدة وتراجع تكلفة الاحتفاظ به، إضافة إلى الطلب التحوطي المتزايد.
التطورات الجيوسياسية تعيد شهوة التحوط
ظلت الملفات الجيوسياسية ذات تأثير على معنويات السوق. الخوف من أي اضطراب في سلاسل الإمداد أو مسارات الطاقة يدفع المحافظ الكبرى لرفع نسبة الأصول الدفاعية. المستثمرون يعون أن أي صدمة في هذه المناطق قد تعيد التضخم للارتفاع — وهو السيناريو الذي لا يريده أحد.
هذا الحذر يفسر الميل الحالي نحو بيع انتقائي للأصول المخاطرة وزيادة الاهتمام بالذهب كأداة حفظ قيمة مؤقتة.
التحليل الفني: الدفاع عن المستويات الحرجة
حركة الأسعار اليومية
تداول الذهب قرب 4,003 دولار للأونصة، محافظًا على تعافٍ هادئ ضمن نطاق تقني واضح يتراوح بين 3,977 و4,008 دولار. السيولة متوسطة، مما يشير إلى ترقب السوق لمحفزات أقوى.
الدفاع المستمر عن مستوى 3,928 دولار — حاجز الدعم الأساسي — يشير إلى أن المشترين ما زالوا منظمين ولم يتخلوا عن الموقف. في المقابل، المقاومة عند 4,046 دولار تبقى عائقًا أمام استئناف الصعود القوي.
المؤشرات الفنية
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 53، وهو يعكس تعافيًا نسبيًا بدون الوصول لمناطق التشبع الشرائي. هذا يدعم احتمالات استمرار التحرك العرضي ما لم تظهر قوة دفع جديدة واضحة.
المتوسطات المتحركة تُظهر بدايات ارتدادة صعودية على الإطار المتوسط، لكن حجم التداول المحدود ينفي فرضية وجود ثقة قوية بين المتداولين حاليًا.
مستويات المراقبة الحرجة
خطوط الدعم:
3,985 دولارًا (الدعم الفوري)
3,935 دولارًا (الدعم الثاني)
3,886 دولارًا (الدعم الأساسي)
مستويات المقاومة:
4,046 دولارًا (العائق الأول)
4,100 دولارًا (مقاومة متوسطة)
4,150 دولارًا (هدف طويل الأجل)
توقعات الذهب الأسبوع القادم
السيناريو الإيجابي
إذا استمر تراجع الدولار وضعفت بيانات التوظيف بشكل إضافي، قد يخترق الذهب مقاومة 4,046 دولار ويتجه نحو 4,100 ثم 4,150 دولارًا. هذا السيناريو يُدعَّم بتوقعات خفض الفائدة المتزايدة والطلب التحوطي المستمر.
السيناريو الهابط
كسر دعم 3,985 دولار قد يعيد السعر سريعًا نحو 3,935 دولارًا. إذا فشل المشترون في الدفاع عن هذا الحاجز، قد يكون هبوط أعمق نحو 3,886 دولار وارد الحدوث، لكن هذا يتطلب شروطًا أقوى من القوة الحالية.
الرؤية الأساسية
يستمر الذهب في تقديم نفسه كملاذ مفضل، لكن المسار الصاعد يحتاج تأكيدًا عبر تجاوز المقاومات الرئيسية. الأسبوع القادم سيكون حاسمًا مع توقع بيانات اقتصادية جديدة وتطورات سياسية نقدية محتملة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لا يوجد زخم قطاعي موحد — الارتفاع مركز في الذهب بشكل أساسي، مدفوعًا بعوامل الاقتصاد الكلي وليس بدافع صناعي أو استثماري واسع.
الفضة لا تزال عالقة دون مقاومة رئيسية قرب 49 دولار، واختراقها سيعطي إشارة ثقة على توسع الطلب للمعادن الأخرى. البلاتين يحتاج للدفاع عن دعم 1,500 دولار حتى لا يدخل موجة هبوط أعمق.
هذا التشتت يعزز موقع الذهب كأداة الملاذ الأول والأكثر وضوحًا في الاستجابة للعوامل الاقتصادية الكبرى.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تحركات الذهب اليوم: توقعات السعر وتحليل الأداء | 7 نوفمبر 2025
المشهد الحالي: ترقب واستقرار نسبي
بدأ سوق الذهب جلسة الجمعة بحذر محسوب، حيث يتجمع المتداولون قرب مستوى 4,000 دولار للأونصة في انتظار إشارات اقتصادية حاسمة. يعكس السلوك السعري الحالي حالة توازن بين ضغوط البائعين والطلب الثابت من المشترين، خاصة مع تراجع ملحوظ في قوة الدولار الأمريكي بنحو 0.5% عن ذروته التي استمرت أربعة أشهر.
يحاول الذهب إعادة التموضع بعد أسبوع متقلب شهد ضغوطًا من أسعار الفائدة العالية وقوة العملة الخضراء. لكن مع بداية تراجع الدولار، عاد الاهتمام الخارجي للمعدن الأصفر، خاصة بين المستثمرين خارج الولايات المتحدة الذين يجدونه أكثر جاذبية اقتصادية الآن.
العوامل الاقتصادية الكبرى تعيد رسم السيناريو
ضعف متسارع في سوق العمل الأمريكي
تظهر أحدث البيانات المتاحة ملامح تباطؤ حقيقي في النشاط الوظيفي. شهد أكتوبر خسائر في التوظيف، خصوصًا في القطاعات الحكومية والتجزئة، بينما ارتفعت خطط التسريح لأكثر من 150 ألف وظيفة — وهي أعلى معدل منذ أكثر من عقلين. تشير التقديرات الأولية إلى ارتفاع معدل البطالة نحو 4.36%، وهو مستوى لم يُرَ منذ سنوات.
هذا الضعف الوظيفي يغير معادلة السياسة النقدية بشكل جذري. فقد رفعت الأسواق توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر من 60% إلى حوالي 69%، مما يعكس تحولًا سريعًا نحو التيسير النقدي.
الإغلاق الحكومي يعمق حالة عدم اليقين
استمر الإغلاق الحكومي الأمريكي لمدة 37 يومًا حتى الآن، مما اضطر الأسواق للاعتماد بشكل شبه كامل على بيانات القطاع الخاص. أثر هذا الانقطاع فعليًا على النشاط الاقتصادي وقدرة صانعي القرار على فهم الوضع الحقيقي للاقتصاد. بدأت بعض القطاعات الحيوية — مثل الطيران المدني — تخفيض قدراتها التشغيلية.
ورغم أن التأثير المباشر لم يكن حادًا بعد، إلا أن استمرار الإغلاق يزيد من الطلب على أصول الملاذ الآمن، وفي مقدمتها الذهب.
الأسهم تحت الضغط والذهب يستعيد البريق
شهدت الأسواق العالمية موجة بيع منسقة يوم الجمعة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. المسبب الرئيسي هو إعادة التقييم — بعد ارتفاعات قوية خلال الأشهر الماضية، يرى المستثمرون أن التقييمات الحالية تتطلب بيئة نقدية أكثر مرونة وسط عدم يقين حول مسار خفض الفائدة.
انعكس هذا التوتر على أوروبا وآسيا أيضًا، حيث توسعت الخسائر في المؤشرات الرئيسية، خاصة في القطاعات الحساسة مثل العقارات والسلع الاستهلاكية.
في هذه البيئة، يجد الذهب دعمًا واضحًا. فهو أصل لا يُدِرّ عائدًا مباشرًا، لكنه يستفيد من توقعات خفض الفائدة وتراجع تكلفة الاحتفاظ به، إضافة إلى الطلب التحوطي المتزايد.
التطورات الجيوسياسية تعيد شهوة التحوط
ظلت الملفات الجيوسياسية ذات تأثير على معنويات السوق. الخوف من أي اضطراب في سلاسل الإمداد أو مسارات الطاقة يدفع المحافظ الكبرى لرفع نسبة الأصول الدفاعية. المستثمرون يعون أن أي صدمة في هذه المناطق قد تعيد التضخم للارتفاع — وهو السيناريو الذي لا يريده أحد.
هذا الحذر يفسر الميل الحالي نحو بيع انتقائي للأصول المخاطرة وزيادة الاهتمام بالذهب كأداة حفظ قيمة مؤقتة.
التحليل الفني: الدفاع عن المستويات الحرجة
حركة الأسعار اليومية
تداول الذهب قرب 4,003 دولار للأونصة، محافظًا على تعافٍ هادئ ضمن نطاق تقني واضح يتراوح بين 3,977 و4,008 دولار. السيولة متوسطة، مما يشير إلى ترقب السوق لمحفزات أقوى.
الدفاع المستمر عن مستوى 3,928 دولار — حاجز الدعم الأساسي — يشير إلى أن المشترين ما زالوا منظمين ولم يتخلوا عن الموقف. في المقابل، المقاومة عند 4,046 دولار تبقى عائقًا أمام استئناف الصعود القوي.
المؤشرات الفنية
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 53، وهو يعكس تعافيًا نسبيًا بدون الوصول لمناطق التشبع الشرائي. هذا يدعم احتمالات استمرار التحرك العرضي ما لم تظهر قوة دفع جديدة واضحة.
المتوسطات المتحركة تُظهر بدايات ارتدادة صعودية على الإطار المتوسط، لكن حجم التداول المحدود ينفي فرضية وجود ثقة قوية بين المتداولين حاليًا.
مستويات المراقبة الحرجة
خطوط الدعم:
مستويات المقاومة:
توقعات الذهب الأسبوع القادم
السيناريو الإيجابي
إذا استمر تراجع الدولار وضعفت بيانات التوظيف بشكل إضافي، قد يخترق الذهب مقاومة 4,046 دولار ويتجه نحو 4,100 ثم 4,150 دولارًا. هذا السيناريو يُدعَّم بتوقعات خفض الفائدة المتزايدة والطلب التحوطي المستمر.
السيناريو الهابط
كسر دعم 3,985 دولار قد يعيد السعر سريعًا نحو 3,935 دولارًا. إذا فشل المشترون في الدفاع عن هذا الحاجز، قد يكون هبوط أعمق نحو 3,886 دولار وارد الحدوث، لكن هذا يتطلب شروطًا أقوى من القوة الحالية.
الرؤية الأساسية
يستمر الذهب في تقديم نفسه كملاذ مفضل، لكن المسار الصاعد يحتاج تأكيدًا عبر تجاوز المقاومات الرئيسية. الأسبوع القادم سيكون حاسمًا مع توقع بيانات اقتصادية جديدة وتطورات سياسية نقدية محتملة.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
لا يوجد زخم قطاعي موحد — الارتفاع مركز في الذهب بشكل أساسي، مدفوعًا بعوامل الاقتصاد الكلي وليس بدافع صناعي أو استثماري واسع.
الفضة لا تزال عالقة دون مقاومة رئيسية قرب 49 دولار، واختراقها سيعطي إشارة ثقة على توسع الطلب للمعادن الأخرى. البلاتين يحتاج للدفاع عن دعم 1,500 دولار حتى لا يدخل موجة هبوط أعمق.
هذا التشتت يعزز موقع الذهب كأداة الملاذ الأول والأكثر وضوحًا في الاستجابة للعوامل الاقتصادية الكبرى.