مؤخراً، قامت وول ستريت بتغيير موقفها بشكل جذري حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي (FED) سيقوم بخفض سعر الفائدة في ديسمبر.

يجب أن تبدأ القصة من 20 نوفمبر. في ذلك اليوم، حدد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي جدول نشر البيانات، مما أذهل توقعات السوق بشكل مباشر - حيث كان ما يقرب من نصف الناس يراهنون على خفض سعر الفائدة في ديسمبر، والآن انخفضت هذه الاحتمالية إلى حوالي 30٪، وبدأ معظم الناس يشعرون أن معدل الفائدة من المحتمل أن يظل ثابتاً.

ما هي المشكلة؟ تكمن المشكلة في أن موعد إصدار بيانات الوظائف غير الزراعية قد تم تعديله. كان من المفترض أن يتضمن تقرير التوظيف لشهر أكتوبر بيانات المسح الأسرى، ولكن بسبب الإغلاق الحكومي، لم يكن من الممكن جمع هذه البيانات بأثر رجعي، لذا لم يتم إصدارها بشكل منفصل. سيتم دمج الجزء الخاص بمسح الشركات مع تقرير نوفمبر، وسيتم نشره في 16 ديسمبر - لاحظ أن هذا التوقيت يأتي بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة للاحتياطي الفيدرالي في 10 ديسمبر. بالإضافة إلى ذلك، تم دمج بيانات الوظائف الشاغرة لشهري سبتمبر وأكتوبر في النشر المقرر في 9 ديسمبر.

قال فريق الاقتصاديين في مورغان ستانلي بقيادة مايكل غابن بصراحة: إن مدى ضعف سوق العمل كان أساس الحكم المركزي فيما إذا كان سيتم خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، والآن مع عدم توفر البيانات الرئيسية في الوقت المناسب للاجتماع، فإن احتمال خفض أسعار الفائدة بالطبع قد انخفض. كما أشارت مديرة محفظة الاستثمار في لورد أبت، ليا تراب، إلى أن هناك انقسامًا داخل الاحتياطي الفيدرالي (FED) حول السياسة، وأن تأخر بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر نوفمبر أثر بشكل مباشر على توقعات السوق.

يمكنك أن ترى الدلائل من خلال مراجعة محضر اجتماع FOMC لشهر أكتوبر - حيث يعتقد "العديد" من المسؤولين أنه من الأنسب الحفاظ على استقرار أسعار الفائدة خلال بقية عام 2025. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال معدل التضخم عالقًا فوق هدف 2%، وقد صرح عدد من المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا بضرورة توخي الحذر عند خفض أسعار الفائدة. وبما أنه لا توجد أدلة جديدة على ضعف سوق العمل، فإن رهانات خفض أسعار الفائدة في عقود الفوائد الفيدرالية قد تراجعت بشكل كبير.

بالنسبة لسوق التشفير، ليست هذه أخبارًا جيدة. غالبًا ما يعني التحول في توقعات أسعار الفائدة ارتفاع توقعات تشديد السيولة، وهذه التراجعات مرتبطة بشكل كبير بعدم اليقين في الجانب الكلي.