مأزق Aptos: من مشروع نجم إلى جمود بيئي

"السلسلة سريعة، والقلب مؤلم، والمال قليل." تعبر هذه العبارة الساخرة عن مشاعر العديد من داعمي Aptos في المراحل المبكرة. بينما يزدهر مشروع آخر من سلسلة Move، تجد Aptos نفسها في وضع مختلف تماماً. على الرغم من أن Aptos دخلت السوق بقوة بفضل TPS العالي، ولغة Move، ودعم رأسمالي قوي، إلا أن الاعتماد فقط على القوة المالية لا يكفي لمنح مشروع blockchain حياة حقيقية.

ما هي الأزمة التي وقعت فيها Aptos بالضبط؟ دعونا نستكشف الأمر.

تلاشى الهالة، وتباطأ نمو النظام البيئي

أبـتوس ظهرت في عام 2022، مدعومة بفريق من عمالقة التكنولوجيا السابقين، وبرزت ك"الجيل التالي من L1". بفضل دعم المؤسسات الاستثمارية الشهيرة، استمتعت أبـتوس في بدايتها بشغف سوق رأس المال. ومع ذلك، مع تبريد المشاعر السوقية، بدأت مزاياها التقنية التي تفتخر بها تفقد جاذبيتها تدريجياً.

تشير البيانات إلى أن عدد العناوين النشطة يوميًا على Aptos انخفض حاليًا إلى حوالي مليون، وعدد المعاملات اليومية يتراوح بين 3-4 مليون، بينما تجاوز عدد المعاملات اليومية على سلاسل الكتل المماثلة عشرة ملايين، كما أن حجم تداول DEX وإيرادات التطبيقات تتجاوز Aptos بشكل كبير.

ما هي المشاكل التي واجهها تطوير نظام Aptos البيئي؟

الازدهار الزائف الناتج عن تراكم الموارد

اعتمدت توسعة نظام Aptos البيئي سابقًا بشكل كبير على نموذج "مدفوع بالموارد"، وليس على الطلب الحقيقي في السوق. هناك وجهات نظر تشير إلى أن Aptos قامت بتوزيع كميات كبيرة من الرموز على الشركاء، وأدخلت مشاريع DeFi المعروفة لتعزيز البنية التحتية، وأعادت تمويلها من خلال التداول خارج البورصة، مما جذب المؤسسات الكبرى إلى بناء النظام البيئي. ومع ذلك، لم تحقق هذه الاستراتيجية "السريعة" انتقالًا حقيقيًا للمستخدمين، بل بدت أكثر كـ"لعبة تحكيم الموارد":

• بعد إطلاق مشاريع DeFi الرائدة، كان نمو المستخدمين الحقيقيين محدودًا، وتم بيع العملات بسرعة بعد فتح قفلها؛
• إجمالي كمية القفل ( TVL ) يبدو أنها في تزايد، لكن معظم الأموال قد تكون مجرد "تلاعب" لكسب الدعم، ولم تشكل سيولة حقيقية؛
• تميل الموارد البيئية نحو مشاريع "الإيردروب" بدلاً من دعم المطورين الأصليين، مما يؤدي إلى تقييد تطوير مشاريع Aptos الأصلية، وصعوبة تشكيل القدرة على توليد الدخل الذاتي في النظام البيئي.

دعم "البيئة" من Aptos، الشكل أكبر من الجوهر

في منتصف مارس، أطلقت Aptos برنامج LFM، والذي يهدف إلى مساعدة المشاريع البيئية في التحضير لإصدار الرموز. ومع ذلك، أثار مشروع أعضاء LFM الأول الذي كان يحظى باهتمام كبير من المجتمع جدلاً بسبب توزيع عمليات الإطلاق بشكل غير مناسب.

أشار بعض أعضاء المجتمع إلى أن توزيع الإطلاق المجاني لهذا المشروع مركّز بشكل كبير: من بين 440,000 عنوان، حصل 10,000 شخص فقط على الإطلاق المجاني، مما أدى إلى عدم حصول العديد من المستخدمين الحقيقيين على أي شيء. هذه الفوضى في الإطلاق المجاني الذي يُفترض أن يدعم النظام البيئي، كشفت عن نقاط الضعف في مراجعة المشاريع وإدارة المجتمع من قبل Aptos.

"الدعم البيئي" لـ Aptos يبدو أكثر كأنه تعاون بالاسم وليس بناء حقيقي للبيئة. على الرغم من تقديم دعم كبير للمشاريع، بما في ذلك مكافآت الرموز، إلا أن الأخيرة قضت عامًا في التسويق والسحوبات. ومع ذلك، فإن العملية برمتها كانت شكلية أكثر من كونها جوهرية، وما نتج عنها في النهاية ليس نموًا بيئيًا، بل كانت فشلاً في العلاقات العامة:

• لا يوجد تأثير تكاملي مع النظام البيئي الأساسي.
• لم يتم تقديم اقتراحات معقولة أو توجيه المجتمع بشأن منطق الإطلاق قبل التوزيع.

هناك وجهات نظر تعتبر أن Aptos اختارت الصمت والانسحاب في مواجهة جدل إسقاط المشروع، مكررة سلسلة من عدم التحرك في الماضي.

موجة استقالات الإدارة العليا

على مدى العام الماضي، شهدت Aptos اضطرابات مستمرة في الإدارة العليا، حيث استقال الرئيس التنفيذي ورئيس تصميم المنتجات ورئيس المنتجات، مما أثار قلق السوق بشأن الفوضى في الإدارة الداخلية.

ترد أنباء عن أن Aptos قامت في العام الماضي بإجراء معاملات خارج البورصة بأسعار أقل بكثير من السوق. كان سعر السوق للرموز في ذلك الوقت يتراوح بين 10-13 دولارًا، لكن بعض المستثمرين تمكنوا من المشاركة في التداول بسعر يعادل حوالي 40٪ من السعر السوقي. ومن المصادفة أنه بعد فترة وجيزة من الكشف عن هذه المسألة، استقال المؤسس المشارك والمدير التنفيذي والعديد من الموظفين الذين لديهم خلفية في رأس المال الاستثماري.

هناك تكهنات تشير إلى أن السبب المباشر للتغييرات في الموظفين قد يتعلق بنقل المنافع في التداولات الخارجية، والسبب الجذري هو أن الأداء العام لـ Aptos بعد إصدار العملة لم يحقق التوقعات.

خيبة أمل المجتمع، هل مستقبل Aptos مقلق؟

أبتوس كانت تحمل آمالاً كبيرة، لكنها الآن غارقة في تساؤلات وخيبة أمل المجتمع. "تفتقر إلى الحس السوقي، اتجاه استراتيجي غير واضح، فساد داخلي......" العديد من أعضاء المجتمع يشعرون بـ"الخيبة"، التوقعات العالية التي كانت في السابق تتلاشى خطوة بخطوة بفعل الواقع.

أشار أحد أعضاء المجتمع بشكل مباشر إلى أن فريق العمل الأساسي في Aptos يأتي من شركات كبيرة مشابهة، لكن مسار التطور يختلف تماماً. وقد انتقد Aptos لعدم تواجده في مسار Web3 في مجالات مثل حاسة السوق، التخطيط الاستراتيجي، الحفاظ على المستخدمين، وبناء النظام البيئي. بدلاً من ذلك، يبدو أنه مستغرق في المبالغة في الترويج لسرعة المعاملات العالية لديه، وأسلوب عمله أصبح أكثر تشبهاً بشركة تقليدية جامدة من Web2. وأشار أيضاً إلى أن النظام البيئي لـ Aptos مليء بمشاريع متطفلة، تعتمد بشكل مفرط على تدفق الأموال، مما يجعل النظام ككل يفتقر إلى الحيوية.

استعرض أحد أعضاء المجتمع التغييرات التي حدثت خلال العام الماضي: "في العام الماضي، كانت هناك مشروعين مماثلين على نفس خط البداية، وكان هناك ضجة أكبر حول Aptos، وكان المجتمع بأسره مليئًا بالثقة مستعدًا لاستقبال احتفال Aptos البيئي. ولكن بعد مرور عام، تبدلت الأمور، أصبح أحد المشاريع بطلاً والآخر أصبح فاشلاً. أسعار العملات المنافسة ارتفعت بشكل كبير، بينما كانت فريق Aptos مشغولاً ببيع العملات بأسعار منخفضة، والفساد الداخلي، وتبادل المنافع، وفي النهاية، تركت استقالة الرئيس التنفيذي وراءها فوضى كبيرة."

كما أشار أعضاء المجتمع إلى أن موظفي Aptos متحفظون، وكفاءة العمل منخفضة للغاية. وقد وافق البعض على أن Aptos تستخدم "الامتثال" كذريعة، حيث تستغرق العمليات ثلاثة أشهر.

قد يجلب الهالة الرأسمالية ازدهارًا مؤقتًا، لكن ما يحدد حقًا ما إذا كانت سلسلة الكتل العامة يمكن أن تستمر على المدى الطويل هو دائمًا تراكم المستخدمين واستدامة النظام البيئي.

لا يزال المنافسة في مسار L1 قوية، فهل يمكن لـ Aptos أن تتجاوز ذلك؟ فقط الوقت يمكن أن يقدم الإجابة.