
يشير مصطلح "المبتدئ" (newb) إلى كل من انضم حديثًا إلى عالم العملات الرقمية وتقنية البلوكشين، ولا يمتلك المعرفة أو الخبرة الكافية بهذا المجال. غالبًا ما يكون لدى هؤلاء المستخدمين إدراك محدود لكيفية عمل السوق، والأسس التقنية، واستراتيجيات التداول، مما يجعلهم أكثر عرضة لتقلبات السوق والمعلومات المضللة. وفي ظل سرعة التطور وتعقيد النظام البيئي للعملات الرقمية، يحتاج المبتدئون عادةً إلى دعم إرشادي وموارد تعليمية تساعدهم على بناء فهم أساسي وتطوير قدرات تشغيلية آمنة. وبسبب الحواجز التقنية المرتفعة وكثرة المصطلحات المتخصصة، تُعتبر مرحلة المبتدئ جزءًا أساسيًا من رحلة التعلم لكل من يدخل مجال العملات الرقمية.
نقص المعرفة الأساسية: غالبًا ما يفتقر المبتدئون إلى فهم مفاهيم البلوكشين الجوهرية مثل اللامركزية، وآليات الإجماع، وإدارة المفاتيح الخاصة للعملات الرقمية، مما يصعب عليهم تقييم المشاريع وتقدير المخاطر.
خبرة تشغيلية محدودة: يؤدي عدم الإلمام بأنواع محافظ العملات المشفرة، ومنصات التداول، وبروتوكولات DeFi إلى ارتكاب أخطاء تشغيلية متكررة.
اتخاذ قرارات مدفوعة بالعاطفة: غالبًا ما يعتمدون في قراراتهم الاستثمارية على وسائل التواصل الاجتماعي أو توصيات الأصدقاء أو ظاهرة الخوف من تفويت الفرصة (FOMO)، بدلًا من التحليل المنطقي والبحث المتعمق.
ضعف الوعي بالمخاطر: ضعف فهمهم لتقلبات السوق ومخاطر المشاريع والتهديدات الأمنية قد يدفعهم إلى الاستثمار بما يفوق قدرتهم على تحمل المخاطر.
حواجز تقنية: صعوبة التعامل مع نسخ احتياطي للمفاتيح الخاصة، واستعادة المحافظ، وتأكيد المعاملات تزيد من خطر فقدان الأموال.
يتميز سلوك المبتدئين في السوق بأنماط واضحة؛ إذ يدخلون غالبًا عند أعلى مستويات الأسعار، ويتخذون قرارات اندفاعية متأثرة بمشاعر السوق، مثل مطاردة الارتفاعات بعد زيادة الأسعار أو البيع بشكل سريع أثناء الهبوط الحاد. ويقوم بعض أصحاب الخبرة في السوق بتطوير استراتيجيات التداول المعاكسة بناءً على هذه السلوكيات. كما أن السلوك الجماعي للمبتدئين يضاعف من تقلبات السوق، خاصةً عند قمم الأسواق الصاعدة أو قيعان الأسواق الهابطة مع ارتفاع مشاركة المستثمرين الأفراد.
أما في المجتمع، فكثيرًا ما يطرح المبتدئون أسئلة أساسية قد تبدو بديهية للمستخدمين ذوي الخبرة. وبينما ترحب معظم المجتمعات الناضجة بالوافدين الجدد وتوجههم، قد تظهر بعض المجتمعات التقنية المتخصصة نفاد الصبر تجاه الأسئلة المتكررة، مما يشكل عائقًا أمام دخول المبتدئين.
المخاطر الأمنية: ضعف المعرفة بأفضل الممارسات الأمنية يجعلهم أهدافًا سهلة لمحاولات التصيد الاحتيالي، والمشاريع الاحتيالية، والهجمات الإلكترونية. من الأخطاء الشائعة مشاركة المفاتيح الخاصة أو النقر على روابط مشبوهة أو الاستثمار في مشاريع غير موثوقة.
الخسائر السوقية: ضعف فهمهم لدورات السوق وقلة الوعي بإدارة المخاطر قد يؤديان إلى خسائر كبيرة، خاصةً في التداول عالي الرافعة المالية والأصول المتقلبة.
ضعف التمييز بين مصادر المعلومات: يجدون صعوبة في تحديد المصادر الموثوقة وسط ضوضاء السوق، ما يجعلهم عرضة للتوصيات غير الموثوقة أو المعلومات غير المؤكدة.
تحديات التكيف التقني: يشعرون غالبًا بالإرهاق من سرعة تطور تقنيات ومنتجات العملات الرقمية، ويواجهون صعوبة في مواكبة التطورات.
الضغط النفسي: تقلبات سوق العملات الرقمية الشديدة قد تسبب ضغطًا نفسيًا واتخاذ قرارات عاطفية، خاصةً إذا تجاوزت الاستثمارات حدود التحمل الشخصي.
منحنى تعلم حاد: يتطلب فهم تقنية البلوكشين معرفة متعددة التخصصات تشمل التشفير، وعلوم الحاسوب، والاقتصاد، ونظرية الألعاب، ويحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لبناء إدراك متكامل.
تُعد مرحلة المبتدئ محطة لا غنى عنها لكل من يدخل عالم العملات الرقمية، سواء كانوا مستثمرين أفراد أو محترفين. ومع تطور القطاع ونضوجه، يصبح توفير موارد تعليمية منظمة، وواجهات استخدام سهلة، وإفصاحات شفافة للمخاطر أمرًا ضروريًا لدعم المبتدئين. وفي المقابل، ينبغي عليهم التحلي بالحذر، والبدء بالتعلم العملي التدريجي، وإعطاء الأولوية للمعرفة الأمنية، والسعي لفهم طويل الأمد بدلًا من البحث عن مكاسب سريعة. ويتفق خبراء القطاع على أن أفضل طريق لتجاوز مرحلة المبتدئ هو التعلم المستمر، والممارسة الواعية، والاستفادة من إرشادات المجتمع، بدلًا من اتباع الاتجاهات بشكل أعمى أو العمل بشكل فردي.


