أطلق راي داليو، مؤسس Bridgewater Associates، نقاشاً متجدداً في الأسواق المالية. وخلال لقائه مع قناة CNBC في منتدى الاقتصاد في غرينتش بولاية كونيتيكت، أكد الملياردير ضرورة أن يفكر المستثمرون في تخصيص ما يصل إلى 15% من أصولهم للذهب، وليس مقتصراً على صندوق GLD ETF. واعتبر الذهب "وسيلة فعالة للتنويع"، تبرز أهميته الحقيقية خلال فترات تقلب الأسواق.
يرى داليو أنه عندما تتعرض الأصول التقليدية للضغوط ويضعف أداء الأسهم والسندات، يكون الذهب غالباً من بين الأصول القليلة القادرة على تحقيق استقرار لقيمة المحفظة الاستثمارية. وقارن الوضع الاقتصادي الراهن بأوائل سبعينيات القرن الماضي. أشار إلى ثلاث مؤشرات رئيسية للمستثمرين: ارتفاع الإنفاق الحكومي الأمريكي، زيادة مستويات الدين، وضعف الدولار. هذه جميعها أسباب تدعو إلى إعادة النظر في توزيع الأصول.
يشدد داليو على أن الاحتفاظ بالنقد أو السندات لم يعد وسيلة فعّالة لحماية الثروة. وقال: "حين تضع أموالك في السندات، فأنت في الأساس تعتمد على أن يعيدها إليك أحدهم—وهذا ليس مخزناً حقيقياً للقيمة." بينما الذهب، بالمقابل، لا يعتمد على أي جهة مقابلة ويُعد أصلاً مستقلاً تماماً. وتكتسب هذه الحجة مزيداً من القوة في ظل التضخم المرتفع وأسعار الفائدة العالية. يعيد كثير من المستثمرين تقييم محافظهم الاستثمارية. يعتبرون الذهب ملاذاً آمناً للتحوط من تراجع العملات. كما يرون فيه أداة للتحوط من مخاطر الدين والتقلبات الجيوسياسية.
بلغ سعر الذهب الفوري مؤخراً 3,973 دولاراً للأونصة، وتجاوز لفترة وجيزة حاجز 4,000 دولار هذا الأسبوع. ويؤكد هذا الارتفاع الطلب القوي من المستثمرين وتفضيل السوق الواضح لأصول الملاذ الآمن. وإذا ظل التضخم مرتفعاً وتعرضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لضغوط إضافية، مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية، فقد تتجاوز أسعار الذهب بسهولة 4,200 دولار، بل وقد تقترب من مستويات أعلى بنهاية العام. ويرى معظم المحللين أن التصحيح الحالي للأسعار يُعتبر فترة مؤقتة في اتجاه تصاعدي عام.
للتسجيل، يرجى الضغط على الرابط https://www.gate.com/
توصية راي داليو تتجاوز كونها مجرد عنوان في السوق—إنها تحذير بشأن مشاكل النظام المالي العميقة. وفي ظل تصاعد الديون، وضعف الدولار، واستمرار التضخم، يزداد الذهب أهمية كأصل ملموس. الفترات القادمة قد تكون فرصة حاسمة للمستثمرين لإعادة تقييم توزيع الأصول وزيادة حصة الذهب في محافظهم. إذا استمرت الضغوط الاقتصادية الكلية، فسيتحول سعر الذهب فوق 4,200 دولار من التوقعات إلى توافق راسخ في السوق.